كيت وينسليت وزوجها المخرج
سام مندز وجائزتى الكرة الذهبية
يعتبر الكثير من خبراء السينما العالمية أن جوائز الجولدن جلوب الأمريكية الكرة الذهبية اصدق في التعبير عن حالها من جوائز الأوسكار الشهيرة, وأنها منصفة أكثر من الأوسكار.. فالجلوب تمنحها جمعية الصحفيين الأجانب المقيمين في هوليوود, وتضم مجموعة مهمة من المراسلين المخضرمين أصحاب الذوق الرفيع وتراكم الخبرات, في حين يضم الأوسكار ستة آلاف عضو من أهم العاملين بالسينما الأمريكية بكل المهن مجتمعة. ومن المعروف أن الشركات الأمريكية الكبري في هوليوود تقوم بعمل تربيطات وعمليات لوبي وحشد للقوي من أجل التأثير علي أعضاء الاكاديمية لمنحهم أصواتهم برغم القواعد الصارمة للأوسكار التي تمنع الاتصال المباشر بين أصحاب الأفلام واعضاء الاكاديمية.
وفي جوائز الجولدن جلوب لعام2009 التي أعلنت الأسبوع الماضي كانت هناك ظواهر بارزة أهمها استحواذ السينمائيين والممثلين البريطانيين علي أغلب الجوائز.. وكانت أهم مفاجأة هي فوز الانجليزية كيت وينسليت بجائزتين مرة واحدة, وهما جائزة أفضل ممثلة عن دورها بفيلم الطريق الثوري وجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها بفيلم القارئ, وقد عانت وينسليت في الماضي كثيرا من عدم حصولها علي الجلوب أو الأوسكار برغم ترشحها لهما خمس مرات عن أفلامها: تيت****, ايرس, الاشراقة الابدية للعقل الساطع, وحس حساسية وأطفال صغار.
أما جائزة أفضل مخرج فقد وصل للترشيحات النهائية ثلاثة بريطانيين من أصل خمسة هم: داني بريل الذي حاز الجائزة عن فيلم المليونير المتشرد, الذي فاز كذلك بجائزة أحسن فيلم درامي, وستيفن دالدرلي عن فيلم القاري وهو مخرج فيلم الساعات وسام منديز عن الطريق الثوري وهو مخرج الجمال الأمريكي, وهو ما يظهر بقوة أن الابداع الأمريكي يعاني الضعف عام2008, حيث كان الفيلمان الاخران المتنافسان لجائزة أفضل فيلم لمخرجين أمريكيين كبيرين لا يرتقيان للمنافسة في رأيي وهما الحالة الغريبة لبنجامين بوتون لديفيد فينشر مخرج سبعة ونادي القتال, وهو عن رجل ولد في الثمانينيات ويصغر في العمر بمرور الزمن حتي يموت وهو طفل. والفيلم الآخر هو فروست نيكسون اخراج رون هوارد وتدور أحداثه حول المقابلة التاريخية بين الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون والمقدم التليفزيوني البريطاني ديفيد فروست.
أما المليونير المتشرد الذي حاز أكثر من جائزة منها السيناريو والموسيقي ايضا فيحكي عن صبي يقيم في بومباي يشارك في النسخة الهندية من برنامج من يربح المليون حتي جائزة أفضل فيلم موسيقي أوكريدي التي فاز بها المخرج الأمريكي الكبير وودي آلن عن فيلم فيكي كرستينا برشلونة تؤكد أنه فيلم متوسط القيمة علي الرغم من جماله يحوز بكل بساطة علي جائزة مهمة كهذه في الوقت التي تزخر فيه هوليوود كل عام عادة بعشرات الأفلام الكوميدية أو الموسيقية المهمة, فذلك هو النوع الذائع الصيت في السينما الأمريكية ولا يفوتنا أن نذكر أن الجائزة كان يستحقها في رأينا فيلم احرق بعد القراءة للاخوين كوين.
لم تختلف جائزة أحسن ممثل التي ذهبت للأمريكي ميكي رورك عن نفس التوجه فلا رورك ممثل كبير صاحب موهبة أصيلة ولا أدي دورا عظيما في فيلمه المصارع الفائز عنه. وربما كان ليوناردو دي كابريو أحق بهما عن الطريق الثوري لكن براد بيني الذي كان مرشحا للجائزة كان أبعد الناس عنها بآدائه الباهت لشخصيته غير مكتملة دراميا في بنجامين بوتون.
كلها مؤشرات تؤكد أن الحالة الابداعية للسينما الأمريكية ليست في أفضل مستوياتها وأن الإبداع البريطاني في حالة حيوية ظاهرة