بسم الله الرحمن الرحيم
إنما تعطون القليل ،
حين تعطون مما تملكون
و لكنكم تعطون حقا ً ،
حين تعطون من أنفسكم
فممتلكاتكم ليست سوى أشياء تحرسونها ،
تحتفظون بها خشية عوزكم إليها ،
في غدكم
فماذا عساه أن يحمله لكم الغد
بل ماذا يحمله لكلب شديد الحرص
يطمر ما يحصل عليه من عظام
في رمال ، لم تطرقها أقدام إنسان
فيتركها ، ليلاحق السياح إلى المدينة المقدسة
أفليس الخوف من العوز عوز !!
و الخوف من الظمأ - و البئر مليء -
ظمأ لا إرتواء منه !
منكم ، من يعطي القليل
من أصل الكثير الذي يملكه
حبا ً في الظهور
فعطاياه تظهر نواياه الخفية و تفسرها
و منكم من يعطي القليل - و هو كل ما يملكه -
فلن يفرغ له و خاض
لأنه يؤمن بالحياة و بعطاياها
و منكم من يعطي بفرح ، و الفرح جزاؤه
و منكم من يعطي بحسرة و ألم
فالألم يطهره
ثم من يعطي حبا ً في العطاء
- بلا ألم و لا حسرة -
كما لا يصبو إلى تحقيق فرح ،
و لا يطمح في كسب فضيلة ما ،
فعطاؤه يشبه عطاء ريحانه الوادي
حين تنتشر عبيرها في الأرض و الفضاء
دون أن تسأل
أجل ، عبر هذه الأيادي المعطاءة
يتحدث فينا " الله "
و عبر صفاء أعينهم
تشرق في الكون بسمته
جميل أن تعطوا حين تسألون
و أجمل أن تعطوا حين لا تسألون
بل حين تدركون عوز المحتاج فتعطونه
ففرح المعطي يفوق فرح المحتاج
تحياتي لعيونكم
MaNDoOo